أعلنت حكومة نيو ساوث ويلز برئاسة كريس مينز عن تخصيص مليون دولار لدعم مبادرة وطنية لمكافحة الإسلاموفوبيا، يشرف عليها المجلس الوطني للأئمة في أستراليا. وتشمل المبادرة إطلاق خط ساخن للإبلاغ عن الحوادث، وتقديم دعم مباشر للضحايا، إلى جانب تدريب الشرطة والعاملين في الصفوف الأمامية.
الأرقام تعكس حجم التحدّي، إذ ارتفعت المواقف السلبية تجاه المسلمين من ٢٧٪ عام ٢٠٢٣ إلى ٣٤٪ عام ٢٠٢٤، وسُجّل أكثر من ٦٧٥ حادثة في أقل من عامين، معظم ضحاياها من النساء والفتيات. وفي ولاية فيكتوريا وحدها، تُشير بيانات مجلس الإسلام المحلي إلى أنّ أكثر من ٨٥٪ من هذه الحوادث لا يُبلّغ عنها رسمياً.
الإمام علاء الزقم، إمام جامع الصديق وعضو مجلس الأئمة، يرى أنّ الخطوة تمثّل بداية مهمة لكنها تحتاج إلى التوسّع لتشمل باقي الولايات. ويقول:
"الإسلاموفوبيا ليست مشكلة محصورة في نيو ساوث ويلز. في فيكتوريا نشهد يومياً مظاهر عنصرية واعتداءات لفظية وحتى جسدية. لذلك، من المهم أن تتحوّل المبادرة إلى نموذج وطني شامل".وعن أبرز صور الكراهية التي يواجهها المسلمون، يوضح الزقم:
الكثير من النساء اللواتي يرتدين الحجاب يتعرّضن للتحرش اللفظي في وسائل النقل أو في الشوارع. كما أنّ بعض الشباب يواجهون تنمّراً في المدارس والجامعات فقط بسبب خلفيتهم الدينية
رغم ذلك، يشير الشيخ علاء إلى أنّ حاجز الصمت ما زال قائماً:
الخوف من التبعات أو عدم الثقة بالجهات الرسمية يمنع كثيرين من التبليغ. الخط الساخن والدعم المباشر يمكن أن يساعدا في طمأنة الضحايا وتشجيعهم على الكلام.
وحول الجانب المتعلق بتدريب الشرطة والخدمات الأمامية، يضيف:
تغيير العقليات داخل المؤسسات الرسمية ليس سهلاً، لكن التدريب خطوة ضرورية، لأنها تضمن استجابة أكثر حساسية وإنصافاً تجاه الضحايا.
أما عن حجم التمويل، فيرى الزقم أنّ المبلغ وحده لا يكفي لتغيير واقع اجتماعي معقّد، لكنه بداية ضرورية:
الأهم ليس حجم الميزانية فقط، بل وجود إرادة سياسية حقيقية لوقف الكراهية وتكريس التعايش.
الإسلاموفوبيا لا تؤثر فقط على الضحايا المباشرين، بل تطال الحياة اليومية للمجتمع المسلم بشكل عام. يقول الزقم:
هناك من أصبح يتردّد في ارتياد المساجد أو في ارتداء الحجاب خوفاً من المضايقات. وهذا يهدّد مبدأ الحرية الدينية الذي تقوم عليه أستراليا
.في المقابل، يشدّد على دور المجتمع المسلم نفسه في بناء جسور الثقة:
يجب أن نكون جزءاً من الحوار الوطني عبر الانفتاح والمشاركة الفاعلة في المجتمع، لا أن نعيش في عزلة
.ويختتم رسالته للحكومة والمجتمع الأوسع بالقول:
نريد أن نعيش بأمان وكرامة مثل أي مواطن. هذه المبادرة خطوة على الطريق الصحيح، ونأمل أن تتبعها خطوات أوسع تشمل جميع الأستراليين وتكرّس قيم العدالة والمساواة
.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.
