وقال زامير في بيان "نُقر اليوم الخطة للمرحلة التالية في الحرب".
وأضاف "سنحافظ على الزخم الذي تحقق في +عربات جدعون+ مع تركيز الجهد في مدينة غزة" التي تعدّ الأكبر في القطاع، كما تشكّل أحد آخر معاقل حركة حماس، وفق إسرائيل.
وعربات جدعون هو الاسم الذي أطلقته إسرائيل على عمليتها العسكرية البرية في غزة والتي أعلنتها منتصف أيار/مايو الماضي.
وتابع البيان "سنواصل الهجوم حتى القضاء على حماس، والمختطفون أمام أعيننا" في إشارة إلى أن تحرير الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة هو الأولوية.
وردا على ذلك، أكدت حركة حماس في بيان أنّ مصادقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي "على خطط احتلال غزة (هي) إعلان عن موجة جديدة من الإبادة والتهجير الجماعي".
وأضافت أنّ هذه الخطط هي "جريمة حرب كبرى تعكس استهتار الاحتلال بالقوانين الدولية والإنسانية"، مشيرة إلى أنّ "دعم أميركا السياسي والعسكري يوفر الضوء الأخضر لاستمرار الاحتلال في جرائم الإبادة والتطهير العرقي".
الأسبوع الماضي، وافق المجلس الوزاري الأمني في إسرائيل على خطط للسيطرة على مدينة غزة ومخيمات للاجئين في ظل حرب مدمرة وحصار مستمرين منذ 22 شهرا.
يومها، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الخطة هي "أفضل وسيلة لإنهاء الحرب" متحديا الدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار، لكن بدون التطرق إلى عملية "عربات جدعون".

Palestinians struggle to collect humanitarian aid airdropped by parachutes into Gaza City, northern Gaza Strip, Thursday, Aug. 14, 2025. (AP Photo/Jehad Alshrafi) Source: AP / Jehad Alshrafi/AP
وأضاف "المعركة الحالية ليست حدثًا موضعيا (آنيا)، بل هي حلقة أخرى في خطة طويلة الأمد ومدروسة، في إطار رؤية متعددة الجبهات تستهدف كل مكونات المحور وعلى رأسه إيران".
وجاء في البيان أيضا أن الجيش سيعمل وفق "استراتيجية ذكية، متوازنة ومسؤولة... وسيُشغّل كل قدراته في البر والجو والبحر من أجل توجيه ضربات قوية لحماس".
وأكد رئيس الأركان مواصلة "تغيير الواقع الأمني" كما حصل في كل من إيران واليمن ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.
نزل عشرات الآلاف من المتظاهرين الى شوارع تل أبيب ليل الأحد في تحرك احتجاجي لمطالبة الحكومة الإسرائيلية بإنهاء الحرب في غزة وإبرام اتفاق لإعادة الرهائن، الأمر الذي رفضه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
في غضون ذلك، استمر التصعيد الاسرائيلي في قطاع غزة حيث أحصى الدفاع المدني مقتل 18 فلسطينيا.
وليل الأحد، هتف عشرات الآلاف من المحتجين في تل أبيب "أعيدوهم جميعا" و"أوقفوا الحرب"، وتجمعوا في الساحة التي تشهد منذ أكثر من 22 شهرا، تحركات لعائلات الرهائن المحتجزين منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقدّر منتدى عائلات الرهائن الذي دعا الى إضراب وتحركات احتجاجية في مختلف أنحاء البلاد، عدد المشاركين في التحرك الليلي في تل أبيب بزهاء 500 ألف شخص.

Demonstrators take part in a protest demanding the immediate release of hostages held by Hamas and calling for the Israeli government to reverse its decision to take over Gaza City and other areas in the Gaza Strip, in Tel Aviv, Israel, Sunday, Aug. 17, 2025. (AP Photo/Maya Levin) Source: AP / MAYA LEVIN/AP
وقالت عيناف زانغاوكر، والدة الرهينة الإسرائيلي ماتان زانغاوكر أمام المحتجين "نطالب باتفاق شامل وقابل للتحقيق، إضافة الى نهاية الحرب. نطالب بما يحق لنا به، أبناءنا".
وأضافت "لم تقدم الحكومة الإسرائيلية قط مبادرة فعلية لصالح اتفاق شامل ونهاية الحرب. لقد حوّلوا الحرب الأكثر عدلا الى حرب بلا جدوى".
ومن بين 251 رهينة تم احتجازهم خلال هجوم العام 2023، لا يزال 49 في غزة، 27 منهم يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
"تركيز" على مدينة غزة
قبل التحرك الليلي، شهدت مدن عدة إغلاقا للطرق وإشعالا للإطارات إلى جانب مناوشات مع عناصر الشرطة الذين انتشروا بكثافة بعد دعوات منتدى العائلات إلى التظاهر.
في المقابل، ظلّ النشاط طبيعيا نسبيا في القدس، بحسب مراسلي فرانس برس.
واعتبر نتاياهو من جهته أن المطالبة بوقف الحرب تعد "تعزيزا" لموقف حماس التي تعهد "القضاء" عليها.
وقال في اجتماع للحكومة "أولئك الذين يدعون اليوم إلى إنهاء الحرب بدون إلحاق الهزيمة بحركة حماس، لا يعززون موقف حماس ويؤخرون تحرير رهائننا فحسب، بل يضمنون أيضا أن تتكرر مآسي السابع من تشرين الأول/أكتوبر".
وجاءت الاحتجاجات بعد أكثر من أسبوع من مصادقة المجلس الوزاري الأمني على خطط للسيطرة على مدينة غزة في ظل أزمة انسانية في القطاع المحاصر والمدمّر، تحذر الأمم المتحدة من أنها بلغت شفير المجاعة.
والأحد، أعلن رئيس أركان الجيش إيال زامير "تركيز" عملياته في مدينة غزة بشمال القطاع إلى أن يتم "القضاء" على حماس.
وأفاد بيان عسكري بأن زامير قام بـ"جولة ميدانية في قطاع غزة" حيث التقى قادة عسكريين. ونقل عنه قوله "سنحافظ على الزخم الذي تحقق في +عربات جدعون+ مع تركيز الجهد في مدينة غزة"، وهي الأكبر في القطاع، وتشكّل أحد آخر معاقل حركة حماس، وفق إسرائيل.
وعربات جدعون هو الاسم الذي أطلقته الدولة العبرية على عملية برية في غزة أعلنتها منتصف أيار/مايو.
وتابع البيان "سنواصل الهجوم حتى القضاء على حماس، والمختطفون أمام أعيننا".
وردا على ذلك، أكدت الحركة الفلسطينية في بيان أنّ المصادقة "على خطط احتلال غزة (هي) إعلان عن موجة جديدة من الإبادة والتهجير الجماعي".
وأضافت أنّ هذه الخطط هي "جريمة حرب كبرى تعكس استهتار الاحتلال بالقوانين الدولية والإنسانية"، مشيرة إلى أنّ "دعم أميركا السياسي والعسكري يوفر الضوء الأخضر لاستمرار الاحتلال في جرائم الإبادة والتطهير العرقي".
"اللحظة الأخيرة"
أثارت خطة السيطرة على مدينة غزة قلق عائلات الرهائن بشأن مصيرهم، وسط خشية من أن تؤدي إلى مقتلهم.
وقالت نيرا شرابي أرملة الرهينة يوسي شرابي الذي تأكد أنه لقي حتفه لكن جثته ما زالت في القطاع، "علينا وقف هذا السقوط المرعب في الهاوية".
ورأى عوفير بنسو (50 عاما) الذي شارك في احتجاجات تل أبيب مساء الأحد "هذه ربما (فرصة) اللحظة الأخيرة المتاحة لإنقاذ الرهائن".
أضاف "ليس كل الإسرائيليين سواسية... ثمة جزء مهم (منهم) يعارض السياسة الرسمية"، وهو محاط بمحتجين حمل بعضهم رايات كتب عليها "681"، في إشارة إلى عدد أيام احتجاز الرهائن.
وليل الأحد، بثّت وسائل إعلام إسرائيلية مقطع فيديو جديدا للرهينة ماتان زانغاوكر وزعته عائلته، بدا فيه نحيلا، وهو يتوجه إلى أقاربه ويبلغهم بشوقه لهم. وأوضحت العائلة أن الفيديو صوّره عناصر في حركة حماس، لكن عثر عليه الجيش الاسرائيلي.
وكان الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ أكد الأحد بعيد وصوله الى تجمع احتجاجي في تل أبيب "نريد عودتهم (الرهائن) في أسرع وقت ممكن"، مطالبا بمزيد من الضغط الدولي على حماس.
ولقيت التظاهرات انتقاد اليمين المتطرف ووزراء في حكومة نتانياهو التي ينظر إليها على أنها الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية.
وهاجم وزير المال اليميني المتطرف بتسلئيل سموطريتش التظاهرات وقال "يستيقظ شعب إسرائيل هذا الصباح على حملة مشوهة وضارة تخدم مصالح حماس التي تخفي الرهائن في الأنفاق وتسعى لدفع إسرائيل إلى الاستسلام لأعدائها وتعريض أمنها ومستقبلها للخطر".
أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير فاعتبر أن الإضراب "يقوّي حماس ويستبعد إمكان عودة الرهائن".
في المقابل، رفض زعيم المعارضة يائير لبيد اتهامات الوزيرين وخاطبهما متساءلا "ألا تخجلان؟ لا أحد عزّز (من وجود) حماس أكثر منكما".
وأتت دعوة عائلات الرهائن الى التحرك بعدما أثارت ثلاثة فيديوهات نشرتها حماس والجهاد الإسلامي في وقت سابق من هذا الشهر، تظهر الرهينتين روم براسلافسكي وإفياتار دافيد، نحيلين ومتعبين، تأثرا في إسرائيل وأجّجت الدعوات لضرورة التوصّل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن للإفراج عن الرهائن.
وأسفر هجوم حماس عام 2023 عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب عن مقتل 61897 شخصا على الأقل في قطاع غزة، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.