وفق هذه المصادر، فقد نقل ترامب العرض مباشرة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، غير أنّ الأخير رفضه بشكل قاطع. وتسيطر روسيا حالياً على نحو خُمس الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك ما يقارب ثلاثة أرباع إقليم دونيتسك، الذي دخلته القوات الروسية لأول مرة عام 2014.
تغيير في الموقف الأميركي
ترامب أعلن بعد لقائه ببوتين أنّه يتفق معه في ضرورة البحث عن اتفاق سلام شامل من دون المرور بمرحلة وقف إطلاق النار، وهو الشرط الذي تصرّ عليه أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون كخطوة أولى. واعتبر ترامب أنّ الهدن غالباً ما تنهار سريعاً وتفشل في إنهاء الحروب، بينما يرى الأوروبيون أنّ وقف القتال شرط أساسي لتهيئة بيئة تفاوضية آمنة.
وفي منشور على منصّة "تروث سوشال"، قال ترامب إنّ "أفضل وسيلة لإنهاء الحرب المروّعة بين روسيا وأوكرانيا هي التوجّه مباشرة نحو اتفاق سلام، لا مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار".

Ukraine's leader is headed to the White House and is hoping there will be less drama than last time. Source: AP / Ben Stansall
رد كييف وحلفائها
الرئيس زيلينسكي شدّد على أنّ وقف القتال هو مفتاح أي عملية سلام، مؤكداً أنّ رفض موسكو التهدئة يعقّد فرص الوصول إلى تسوية دائمة. ومع ذلك، أعلن أنّه سيلتقي ترامب في واشنطن الثلاثاء المقبل، في لقاء قد يفتح الباب أمام مناقشة صيغة تفاوضية جديدة.
أما الحلفاء الأوروبيون لكييف، فقد رحّبوا بمساعي ترامب الدبلوماسية لكنهم أكدوا في الوقت نفسه استمرار دعمهم لأوكرانيا وتشديد العقوبات على روسيا. من جهته، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أنّ "نهاية الحرب أقرب من أي وقت مضى بفضل جهود ترامب"، لكنه لوّح بمزيد من العقوبات إذا استمرت العمليات العسكرية الروسية.
صفقة شائكة ومواقف متباينة
في المقابل، أشار الكرملين إلى أنّ مواقف موسكو وكييف لا تزال "متعارضة جذرياً"، حيث يطالب بوتين أيضاً بضمانات أمنية ومنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وفي حين ألمح ترامب إلى أنّه "قريب من التوصل إلى اتفاق مع بوتين"، فإنّ زيلينسكي جدد رفضه التنازل عن الأراضي الأوكرانية، مؤكداً أنّ الدستور يمنعه من ذلك.
ويأتي هذا الجدل في ظل استمرار المعارك اليومية والقصف المتبادل، بينما يصف محللون الحرب الدائرة بأنّها "الأكثر دموية في أوروبا منذ ثمانين عاماً"، مع سقوط أكثر من مليون قتيل وجريح من الجانبين، بينهم آلاف المدنيين الأوكرانيين.